وقوله:{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق: ٣] أي: ومن يثق به فيما نابه، كفاه الله ما أهمه، كما ورد في الحديث:«من سره أن يكون أقوى من الناس، فليتوكل على الله» ، {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}[الطلاق: ٣] سيبلغ أمره فيما يريد منكم، ومن أضاف حذف التنوين وهو مراد، كقوله:{إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ}[القمر: ٢٧] و {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ}[المائدة: ٩٥] ، و {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ}[الطلاق: ٣] من الشدة، والرخاء أجلا ينتهي إليه قدر الله ذلك كله لا يقدم ولا يؤخر.
{وَاللَّائِي يَئِسْنَ}[الطلاق: ٤] الآية، لما نزلت عدة النساء المطلقة، والمتوفى عنها زوجها في { [البقرة، قال أبيّ بن كعب: يا رسول الله، إن ناسا يقولون: قد بقي من النساء من لم يذكر فيه شيء.
قال: ما هو؟ قال: الصغار والكبار، وذوات الحمل.
فنزلت:] وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ} [سورة الطلاق: ٤] شككتم، فلم تدروا ما عدتهن، {فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ}[الطلاق: ٤] أي: هن بمنزلة الكبيرة التي قد يئست، عدتها ثلاثة أشهر، وأولات الأحمال يعني: الحوامل،