أي: إنهم مسخرون مذللون لأمر الله، {فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}[الأعراف: ١٩٤] قال ابن عباس: فاعبدوهم هل يثيبونكم أو يجازونكم.
{إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[الأعراف: ١٩٤] إن لكم عندهم منفعة وثوابا، أو شفاعة ونصرة، ثم فضل بني آدم عليهم، وقال:{أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا}[الأعراف: ١٩٥] مشي بني آدم، {أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ}[الأعراف: ١٩٥] كما لبني آدم، يبطشون يأخذون بها ومعنى البطش: التناول والأخذ بشدة، عرفهم الله تعالى أنهم مفضلون عليهم بالأرجل الماشية والأيدي الباطشة والأعين البصيرة والآذان السامعة فكيف يعبدون من هم أفضل منه؟ وفي هذا بيان جهالتهم، قل لهم يا محمد: ادعوا شركاءكم الذين تعبدون من دون الله، ثم كيدون أنتم وشركاؤكم فلا تنظرون لا تمهلوني واعجلوا في كيدي، قال الحسن: إنهم كانوا يخوفونه بآلهتهم فقال: الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ}[الأعراف: ١٩٥] الآية.
ثم ذكر أن الله يتولى حفظه ونصرته، فقال:{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ}[الأعراف: ١٩٦] أي: القرآن، أي: إنه يتولاني وينصرني كما أيدني بإنزال الكتاب، {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}[الأعراف: ١٩٦] قال ابن عباس: يريد الذين لا يعدلون بالله شيئا، أي: إن الله يتولاهم بنصره، فلا يضرهم عداوة من عاداهم.
وقوله:{وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا}[الأعراف: ١٩٨] قال الحسن: يعني المشركين.
والمعنى: وإن تدعوا أيها المؤمنون المشركين إلى الهدى لا يسمعوا، أي: لا يعقلوا ذلك بقلوبهم فلا يجيبونكم، {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ}[الأعراف: ١٩٨] بأعينهم، {وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ}[الأعراف: ١٩٨] بقلوبهم.
والمفسرون على أن الآية في صفة الأصنام وبيان ما هي عليه من النقص، ومعنى: ينظرون إليك: قال ابن الأنباري: يخيل إليك أنهم مبصرون لأن لها أعينا مصنوعة مركبة بالجواهر، وهم غير مبصرين في الحقيقة.