للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإمام الهمام الفخر الرازي قدس سره في ذيل تفسير الآية الثانية هكذا:

(وفي هذه الآية لطيفة، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم له أحوال ثلاثة: حال مع الله، وحال مع نفسه، وحال مع غيره، فأما مع الله فوحده، وأما مع نفسه فاستغفر لذنبك واطلب العصمة من الله، وأما مع المؤمنين فاستغفر لهم، واطلب الغفران لهم من الله) انتهى كلامه بلفظه.

أو أن المقصود من الأمر بالاستغفار في الآيتين محض التعبد كما في قوله تعالى: {ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك} وكقوله: {رب احكم بالحق} كما عرفت في الأمر الخامس.

أو أن المقصود من هذا الأمر أن يكون الاستغفار مسنوناً في أمته، فاستغفاره صلى الله عليه وسلم كان لتعليم الأمة.. في الجلالين ذيل تفسير الآية الثانية هكذا: (قيل له ذلك مع عصمته ليستن به أمته) انتهى.

أو أن المضاف في الآيتين محذوف. والتقدير في الآية الأولى: (فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنب أمتك) الآية. وفي الثانية: (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنب أهل بيتك ولذنب المؤمنين والمؤمنات الذين ليسوا من أهل بيتك، فلا بعد في ذكر المؤمنين والمؤمنات) . وقد عرفت في الأمر الرابع، أن حذف المضاف كثير شائع في كتبهم، أو أن المراد بالذنب في الآيتين الزلة أو ترك الأفضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>