وعلى كل تقدير لا تمسك لهم بهذه الآية ويجب تفسير الآية بالوجوه التي ذكرتها وبأمثالها التي ذكرها المفسرون لقوله تعالى:{ما ضل صاحبكم وما غوى} إذ المراد به نفي الضلالة والغواية في أمور الدين بلا شبهة ومعناه ما كفر ولا أقل من ذلك فما فسق.
والمراد في الآية الثانية بالكتاب القرآن وبالإيمان تفاصيل شرائع الإسلام. ومعنى الآية ما كنت تدري قبل الوحي أن تقرأ القرآن ولا الفرائض والأحكام، وهذا حق لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قبل الوحي مؤمناً بتوحيد الرب إجمالاً وما كان عارفاً بتفاصيل الإسلام بل صار عارفاً بعد الوحي أو المراد بالإيمان الصلاة كما في قوله تعالى:{وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي صلاتكم فمعنى الآية ما كنت تدري ما الكتاب أي القرآن ولا الإيمان أي الصلاة وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عالماً بكيفية هذه الصلاة المشروعة في ملته قبل النبوة أو المراد بالإيمان أهل الإيمان على حذف المضاف أي ما كنت تدري ما الكتاب ومن أهل الإيمان يعني من الذي يؤمن بك.
وحذف المضاف كثير في كتبهم المقدسة أيضاً، الآية الثانية والعشرون من الزبور الثامن والسبعين هكذا: (من أجل ذلك