من مضغة بعد تحول العلقة إليها، وهذا بلا شك أيضا، ثم المضغة إن شاء الله تحويلها إلى طفل خلقها وجعلها طفلا، وإن لم يشأ ذلك لم يخلقها وأسقطها من الرحم كما هو معروف ومشاهد. اهـ
وفي هذا الموقف التالي يقص علينا رسول الله نبأ هذا التخليق أيضا، ثم يتطرق إلى أمر اخر غاية في الخطورة، ويحلف عليه ويؤكد ذلك بقسمه ويمينه، فإلى هذا الموقف العظيم.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد.
فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» «١»
(١) البخاري: كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة (٣٢٠٨)