والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه» «١»
الصائم ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل ربه، فلما طالت المدة بخلو معدته من الطعام إيثارا لطاعة الرحمن كانت تلك الرائحة التي فاحت من المعدة ووصلت إلى الفم حتى غيّرته وعلته الرائحة الكريهة والتي يضجر الناس منها بل ويتأففون.
هذه الرائحة لماذا حصلت؟! وما كان الباعث وراءها؟!
إنها العبودية والتقوى التي جعلت الصائم يؤثر ترك الطعام والشراب طاعة لله!
فهل يعقل أن تكون النتيجة أن هذه الرائحة الكريهة كريهة كذلك عند الله؟!
اللهم لا! فالجزاء من جنس العمل وإن لم يعلم المسلم ذلك.
(١) البخاري: كتاب الصوم، باب: هل يقول إني صائم إذا شئتم رقم (١٩٠٤) .