للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رمانا بأرشاقِ العداوةِ فيكم ... كذي النبل اذيرمي الكنانة بالعِلَلِ

هذا مثل تضربه العرب، وذلك أن رجلا لقي رجلا ومعهما كنائن ونبل، فقال أحدهما لصاحبه: أينا أرمى، فنصبا كنانة الذي مُكربه فرمي الكنانة حتى نفذت سهامه ثم رماه الآخر بسهم فقتله، أي يرمي صاحب الكنانة ويظهر أنه يريد الكنانة. ومثله قول الفرزدق لجرير:

فقلتُ: أظَن ابن الخبيثةِ أنني ... غفلت عن الرامي الكنانة بالنبلِ

وقال الشماخ يذكر القوس:

أقام الثقاف والطريدةُ درأها ... كما أخرجَتْ ضغن الشَموس المهامزِ

الثقاف خشبة في رأسها ثقب تدخل فيها الرماح فتقوم، والطريدة قصبة توضع فيها السكين تبرى بها القداح. الأخفش: هي الحديدة التي تكون مع المثقب ينحت بها، ودرؤها اعوجاجها، ثم شبه قوسه في حالها تلك بالشَموس من الخيل ردتها المهامز إلى الانقياد والمسامحة بعد الشِماس، والمهامِز جمع مهمزة وهي حديدة تنخس بها الدابة. وقال أيضا يصف القوس:

بحضرته رامٍ أعد سلاحما ... وفي الكفِ طوع المركضين كتوم

المركضان جانبا القوس وهما ما انحنى من طرفيها، والكَتوم التي لا صدع فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>