وما المرء إلا هامة أو بلية ... يصفقها داعٍ له غير غافل
يقول إما أن يموت سريعاً فيصير هامة، والعرب تزعم أن عظام الموتى تصير هامة فتطير، وإما أن يتأخر أجله فيتعذب بالهرم فيكون كالبلية التي تعذب حتى تموت هزلاً وضراً، والبلية الناقة تعقل عند قبر صاحبها فلا تعلف حتى تموت.
وقال أبو زبيد:
كالبلايا رؤوسها في الولايا ... ما نحات السموم حر الخدود
الولايا البراذع واحدتها ولية، وكانوا إذا فعلوا هذا بالإبل قوروا البرذعة وأدخلوها في عنق البعير.
وقال زهير:
بلاد بها نادمتهم وألفتهم ... فإن أوجشت منهم فإنهم بسل
بسل حرام، يقول إن أقفرت منهم أي خلت فإنهم كانوا حراماً ممتنعين لا يطمع فيهم أحد أن يغزوهم.
وقالت الخنساء ترثي أخاها:
أبعد ابن عمرو من ال الشري ... د حلت به الأرض أثقالها
حلت زينت، وأثقالها موتاها.
وقال الفرزدق:
وجفن سلاح قد فقدت فلم أنح ... عليه ولم أبعث عليه البواكيا