لعمري لقد أنكرت نفسي ورابني ... مع الشيب أبدالي التي أتبدل
رابني تبدلي الضعف بالقوة ونحو ذلك.
فضول أراها في أديمي بعدما ... يكون كفاف اللحم أو هو أجمل
كأن محطا في يدي حارثية ... صناع علت مني به الجلد من عل
المحط خشبة تصقل بها الجلود، يقول كان جلدي في الشباب كأنه قد صقل، وإنما ذكر بني الحارث لأنهم بنجران وهم أصحاب أدم والصناع الحاذقة. وقال العجاج:
فإن يكن أمسى البلى تيقري ... والمرء قد يصير للتيير
مقررا بغير لا تقرير
تيقوري أي الأمر الذي وقرت به وهو فيعول من الوقار والتاء فيه مبدلة من واو أصله ويقور، والبلى هاهنا الكبر، يقول صيرني الكبر إلى الوقار، والمرء قد يرجع للمرجع أي للكبر، قد قرر بالرضا بالهرم، وليس ذاك مما يقرر به الناس.