للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن البلاء لدى المقاوس مخرج ... ما كان من غيب ورجم ظنون

المقاوس جمع مقوس وهو الجبل الذي يمد على صدور الخيل عند مدفع الغاية أي فما كان عند الفرس فسيظهر حينئذ، وإنما هذا مثل، أي التجربة تخرج ما عند الإنسان من خير وشر.

وقال امرؤ القيس:

وما المرء ما دامت حشاشة نفسه ... بندرك أطراف الخطوب ولا آلي

يقول المرء ما عاش - وإن جهد في طلب ولم يأل - غير مدرك أواخر الأمور وغير بالغ كنهها. وقال ذو الرمة:

تشابه أعناق الأمور وتلتوي ... مشاريط ما الأوراد عنه صوادر

أعناق الأمور أوائلها، والمشاريط الأعلام، يريد أن الأمور إذا أقبلت التبست وأشكلت وعمي فيها الرأي فلم يصح منها وهي مقبلة ما يصح إذا مضت وقرت مقرها، كأنه قال: تشابه أوائل الأمور وتمتنع أعلام العواقب التي تصدر عنها الأوراد فلا يحاط بها.

وقال امرؤ القيس:

فإنك لم يفخر عليك كفاخر ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب

يقول الضعيف لا تجاره فهو يتبرى عليك. وقال النابغة:

ولست بمستبق أخاً لا تلمه ... على شعث، أي الرجال المهذب

<<  <  ج: ص:  >  >>