للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يعالج بها الجرب، وأصل التعنية الحبس، والنطيس المتنوق في الأشياء المبالغ ومنه للطبيب نطاسي، وهذا مثل، أراد إن عندي رفقاً بمن أنكر أخلاقه حتى اقومه. وقال المرقش الأكبر:

يا صاحبي تلبثا لا تعجلا ... إن الثواء رهين أن لا تعذلا

يقول إن مقامكما علي رهين بأن لا أعذلكما.

فلعل ريثكما يفرط سيئاً ... أو يسبق الإسراع شيئاً مرسلاً

الريث الإبطاء، يفرط يقدم، يقول: لعل إبطاءكم معي يتأخر بكما عن سيء فيتقدمكما ذلك الشر فيفوتكما ولعل إسراعكما يسبق بكما خيراً لأنه يتأخركما. وقال عدي بن زيد:

إذا ما امرؤ لم يرج منك هوادةً ... فلا ترجها منه ولا دفع مشهد

الهوادة الرخصة واللين، ومنه التهويد في السير، والمشهد المحضر والمعنى إذا لم يضعك الرجل موضع رجاء هوادة منك وموضع دفع عنه فلا ترج أيضاً ذلك منه فإنه يضعك من نفعه لك بحيث يرجوه من نفعك له.

وعدّ سواه القول واعلم بأنه ... متى ما يبن في اليوم يصرمك في غد

يقول: اصرف قولك عنه إلى غيره واعلم بإنه متى ما يبين لك شيئاً من جفائه فإنه متبعك بالصريمة في غد. ويروي: يبن بالفتح من البينونة.

<<  <  ج: ص:  >  >>