للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال أبسه أبساً وأبّسته تأبيساً مثله، وقال الفرزدق:

هزبر هريت الشدق ريبال غابه ... إذا سار عزّته يداه وكاهله

ريبال يصيد وحده، يقال خرج الناس يتريبلون إذا خرجوا للغارة والسرق متخففين، غابة أجمة إذا سار من قولك هو يسور، عزته يداه وكاهله أي صار أعظم شيء فيه، وقال أبو النجم يصف أسداً:

كان سفّافاً بخوص سفَفَاً ... من سعفَ النخل كميتاً سعفا

السفاف الذي يعمل السفيف من الخوص أراد سفف سعفاً كميتاً من سعف النخل فقدم النعت، كميت أحمر، يقول السعف يابس قد احمر.

ناطَ على المتنيْنِ منه خصفاً ... وابتزَّ منه الصدرُ بطناً أهيفا

ناط علّق على متني الأسد، خصفاً أي جلال الواحدة خصفة وسميت الجلة بذلك لأنها تخاط، وابتز منه - يقول: صدره عظيم وبطنه خميص فكأن الصدر غلب البطن على السمن.

وإن رآهُ مدلجُ تلهّفا ... وصدّقَ الظنَ الذي تخوّفا

تلهف قال والهفاه، وصدق الأسد خوفه:

عدواً وإلهاباً يمد الطفطفا

يقول إذا امتد في عدوه امتدت خواصره.

كأن عينيْه إذا ما ألغفا ... الشعريان لاحتا بعد الشَفا

<<  <  ج: ص:  >  >>