للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لي مائة فنظروا فإذا هو كما قالت، يقوا النابغة للنعمان فليكن نظرك في أمري وحدسك عما بُلِّغت عني كنظر هذه المرأة وحدسها.

وقال ذو الرمة:

ألا ظعنت ميٌّ في هاتيكَ دارُها ... بها السُحم تَردي والحمام الموشَّمُ

كأن أنوفَ الطيرِ في عرصاتِها ... خراطيمُ أقلامِ تخط وتعجمُ

السحم الغربان، والموشم به وشوم ونقط تخالف لونه، وشبه مناقير الطير بأطراف الأقلام.

وقال الراعي يصف نفسه:

كهُداهد كَسَر الرماةُ جناحَه ... يدعو بقارعةِ الطريقِ هديلا

وقعُ الربيعُ تقاربَ خطوهُ ... ورأي بَعقوَته أزلّ نسولا

هداهد حمام يهدهد في صوته ولم يرد الهدهد، يقول قد كُسر جناحه فهو لا يستطيع البراح، قارعة العقيق أعلاه.

وقال أبو ذؤيب:

فليتهمُ حذّروا جيشَهم ... عشيةَ هم مثل طيرِ الخَمَرِ

أي يُختَلون ويُستتر لهم كما يستتر للطير في الخمر، والخمر كل ما واراك من شيء شجراً كان أو غيره، والضراء ما واراك من شجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>