والمعنى أن القطا يريد ماءة فيسبق بُعدُ الماء القطا فيصير سدساً دونه، وقوله إلى أجون الماء يريد أجن الماء: وقوله داو يقول قد ركبته دُواية من بُعد عهد الناس به وأصل الدواية ما يركب اللبن من تلك الجلدة الرقيقة، ويقال بئر سُدُم إذا كانت قديمة، وقالت ليلى الأخيلية تصف القطاة وفراخها:
تدلَتْ على حُصّ الرؤوسِ كأنَّها ... كُراتُ غلامٍ من كساءٍ مؤرنبِ
فلما انجلت عنها الدجى وسقتهما ... صبيبَ سقاءٍ نيطٍ لم يخرَّبِ
غدتْ كنواةِ القَسبِ عنها وأصبحتْ ... تُراطِنُها دوية لم تعرِّبِ
شبهت فراخ القطا بكرات من أكسية مرنبانية وهي موبرة، لما يخرب أي تجعل لها خربة وهي العروة يريد الحوصلة، دوية قطاة أخرى منسوبة إلى الدو، لم تعرب لم تفصح، وقال ابن مقبل وذكر شدة الحر:
إذا ظلتْ العيسُ الخوامسُ والقطا ... معاً في هَدالٍ يتبعُ الريحَ مائلُه
توسدَ ألحي العيس أجنحةَ القطا ... وما في أداوي القومِ خفّ صلاصلُه
هدال غصون الشجر، يريد أن القطا من شدة الحر يلجأ إلى الشجر وتجيء الإبل أيضاً فتدخل رؤوسها في غصون الشجر لتكنها من الحر فتقع ألحيها على أجنحة القطا فتصير كالوُسُد لها، وصلاصله بقايا الماء فيها.