للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو النجم:

ترى الحرابيّ به تضرع ... كوافرا للشمس ثم تركع

الحرباء يمد يديه فكأنه يتضرع ويستقبل الشمس ثم يضم يديه فكأنه يركع. وقال:

ويوم قيظ ركدت جوزاؤه ... وظلّ منه هرجاً حرباؤه

أي ركد بارح الجوزاء فلم يهب، والهرج أن يصل الحرّ إلى جوفه فإذا هرج الحرباء الذي حياته بالحر فكيف غيره. وأنشد ابن الأعرابي:

في كل يوم من الجوزاء ذي وهج ... يسبي الوجوه إذا حرباؤه ركدا

يقال سبأته النار وسبته تسبية إذا أحرقته. وقال ذو الرمة:

وآض حرباء الفلاة الأصحر ... كأنه ذو صيد أو أعور

الصيد داء يأخذ في أنوف الإبل فترتفع رؤوسها وهو الصائد أيضاً، يقول فالحرباء قد رفع رأسه ينظر إلى عين الشمس كأن به صيداً أو عوراً لتشاوسه. ومثله لابن أحمر:

متشاوساً لو ريده نقر

وقال الطرمّاح:

<<  <  ج: ص:  >  >>