للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرفش في أنيابها السم ناقع

ضئيلة أفعى وذلك أنها دقيقة قليلة اللحم، تقول العرب: سلط الله عليه أفعى حارية، يريدون أنها تحري أي ترجع من غلظ إلى دقة ومن طول إلى قصر، وذلك أنه يذهب تقادمها رطوبتها ويشتد سمها إذا أسنت. وقال آخر في ذلك ويروي للنابغة الذبياني:

حارية قد صغرت من الكبر ... صل صفّاً ما ينطوي من القصر

وقال آخر وهو جاهلي فيما قال الجاحظ:

أنعته من حنش أفعى أصم ... قد عاشن حتى هو لا يمشي بدم

فكل ما أفضل منه الجوع سم

قال: الأفعى إذا هرمت أقنعها النسيم ولم تشته الطعم، ويقال: إنه ليس في الحيوان شيء أصبر على الجوع منها. وقال النابغة:

تناذرها الراقون من سوء سمّها ... تطلقه حيناً وحينا تراجع

ويروي: من شر سمها، ومن سوء سمعها، يريد أنها لا تسمع الرقية، ويقال لها صلّ إذا كانت كذلك، تطلقه يعني الملسوع أي تخف عنه تارة وتشتد عليه تارة وكذلك السليم. وأنشد الأصمعي للمزق العبدي:

كما تعتري الأهوال راس المطلّق

<<  <  ج: ص:  >  >>