للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال النابغة وذكر ظبية:

تسف بريرة وترود فيه ... إلى دبر النهار من القسام

القسام شدة الحر. وقال بشر:

تعرّض جأبة المدرى خذول ... بصاحة في أسرّتها السلام

من همز جأبة جعله من الغلظ، يقال لكل غليظ كأب، ومن لم يهمز جعله من جاب يجوب أي حين طلع قرنها، والخذول التاركة صواحبها من أجل ولدها، والأسرة بطون الأودية، والسلام شجر. وقال النمر بن تولب ذكر الظبية وولدها:

خرق إذا مت نام طافت حوله ... طوف الكعاب على جنوب دوارها

بأغن طفل لا تصاحب غيره ... فله عفافة درها وغرارها

خرق لاصق بالأرض، والدوار صنم كانوا يدورون حوله في الجاهلية، والعفافة ما يبقى من اللبن في الضرع بعد الحلب، والغرار ما ترفع الناقة من لبنها، يقال ناقة مغار؟ ّ إذا فعلت ذلك، يقول: لهذا الطفل قليل لبن هذه الظبية وكثيره، وجرّ عرارها على الجوار، وكلن ينبغي أن يكون مرفوعاً وهو كما يقال جحر ضب خرب، وقوله: لا تصاحب غيره - يريد أنها قد خزلت صواحبها فانفردت. وقال الراعي يصف ظبية:

لها ابن ليال ودّأته بقفرة

<<  <  ج: ص:  >  >>