وتزوّع تحرّك كقولك: زع ناقتك أي حركها. وقال ابن أحمر:
لما أنجلى غلس الظلام صبحته ... ذا ميعة خرصا كلون الفرقد
صبحته أي صبحت الفرس ثوراً ذا نشاط، والخرص الجوع مع البرد، والفرقد نجم، شبهه به لبياضه. وقال ابن مقبل وذكر ثوراً استضاف بشجرة:
كأن مجوسياً أتى دون ظلّها ... ومات الندي عن جانبيه فاضرما
قال الأصمعي: أراد كأن الثور في بياضه مجوسي قام دون الشجرة وعليه يلمق أبيض والمجوس لم تزل تلبس الأقبية، فشبه الثور بذلك، قال وهو كقول ذي الرمة:
كأنه متقّبي يلمق عزب
وقال أبو عمرو نحو ذلك وزاد: مات الندى أي ذهب وانقطع عنه المطرى وجاء الحر فأضرم أي دخل في الضرمة وهي توقد الحر، وروي لي عن الأصمعي أنه قال في قوله: فأضرما، أي أقام مكانه في الحر، ويروى " كأن يهودياً أتى دون ظلها " فمن روي هذه الرواية أراد: كأن الثور منكساً رأسه كيهودي مصل، وروى عن خالد أنه رواه: فأصرما يريد انقطع الندى وذهب. وقول لبيد يصف الثور:
فاجتاز منقطع الكثيب كأنه ... مصع جلته الشمس بعد صوان