للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الربل نبت يتربل في آخر الصيف فيصيبه برد الليل فينبت بلا مطر، ذوائبه أغصانه، وكواكب الحر معظمه، والشهب جمع شهاب وهو شدة الحر، ومن رفع الذوائب جعل أغصان الشجر هي التي نفت الحر عن الثور ومن نصبها جعل كواكب الحر هي التي نفت الأغصان كأنها ألقت ورقها. وقال وذكر أرطأة:

ميلاء من معدن الصيران قاصيةأبعارهن على أهدافها كثب

يقول فيها ميل وعوج، من معدن الصيران أي هي من الموضع الذي تقيم به البقر فلا تفارقه، يقال عدن بالمكان إذا أقام به، قاصية بعيدة، وأهدافها ما أشرف من الرمل حولها جمع هدف، كثب دفع الواحدة كثبة.

وحائل من سفير الحول حائله ... حول الجراثيم في ألوانه شهب

كأنما نفض الأحمال ذاوية ... على جوانبه الفرصاد والعنب

الحائل ورق أبيض قد تغير، والسفير ما سفرته الريح فألقته وسفته، وشبه البعر بالتوت والعنب، أراد كأن شجر التوت والعنب نفضت أحمالها على جوانب هذا الكناس، ذاوية قد ذوت أي جفت بعض الجفوف، ونصب ذاوية على الحال. وقال الطرماح يذكر الثور:

بات لدى نعضة يطوف بها ... في رأس متن أبزى به جرده

<<  <  ج: ص:  >  >>