يريد أن عفوه أكثر من جهد غيره، وقال سلامة بن جندل:
يحاضر الجُونُ مخضراً جحافلها ... ويسبقُ الألفَ عفواً غير مضروبِ
الجون الحمر في ألوانها، مخضراً جحافلها يريد أنها تأكل الرطب فهو أشد لها وأسرع، ويسبق الألف فرس، ومثله للأعشى:
به يرعفُ الألفَ إذ أَرسلتْ ... غداةَ الصباحِ إذا النقعُ ثارا
يرعف يسبق ومنه يقال رعف فلان أي سبق دمه من أنفه، وقال أبو النجم يصف فرسه.
سباقة كل صنيعٍ علله ... أحلى من الشّهدِ ومرٌّ حنظلُهُ
فهو يسيل شريُه وعسلُه ... والخيلُ يحرمنَ خسيفاً يبذلُهُ
يقول يسبق معتلاً كل صنيع مصنوع من الخيل، وعلله أن لا يحنذ ولا يضمر والإحناذ أن يلقي عليه جل حتى يعرق فيذهب رهله عنه ويخف للجري، والشري الحنظل، قال حلاوته لصاحبه ومرارته لمن سابقه، يحرمن يمنعن والخسيف يعني به شدة عدوه شبهه بالخُسُف وهي الآبار التي لا تنزح.