للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آرعن جيش كثير مثل رعن الجبل، والرعن أنف يتقدم من الجبل فينسل في الأرض، والطَود الجبل، غير أشابة أي غير أخلاط، تناجز أولاه أي يمضي أوله وهو لا ينقطع من كثرته. ومثله قول الجعدي:

بأرعنٍ مثلِ الطودِ تحسب أنهم ... وقوفت لأمرٍ والركابُ تُهملج

أي من كثرتهم تحسب أنهم وقوف وركابهم تسير، وفي كتاب الله جل وعز: " وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب ". وقال عمرو ابن قميئة:

وملمومة لا يخرق الطرف عرّضَها ... لها كوكب فخم شديدٌ وضوحها

تسيرُ وتزجي السمَ تحتَ لَبانِها ... كريه إلى من فاجأته صبوحها

يصف كتيبة والملمومة المجتمعة لا ينفذ البصر في عرضها من كثرتها، وكوكب الشيء معظمه، فخم عظيم شديد، وضوحها أي بياضها، تزجي السم أي تقدم الموت بين يديها، والصبوح شرب الغداة، وهذا مثَل. وقال قيس بن الخطيمِ يصف جيشاً كثيراً:

لوَ أنّكَ تلقي حنظلاً فوق بيضنا ... تدحَرجَ عن ذي سامِه المتقاربِ

السام عرق الذهب أي عن بيضه المذهب، يقول لو ألقيت حنظلا على بيضهم لتدحرج عليه، يريد جرى فوقه ولم يسقط إلى الأرض

<<  <  ج: ص:  >  >>