طعنت على صحة فنفذت إلى الجوف فهي لا يسدها سبار ولا يرقععها أيضا. وقال:
وطعنةُ خَلس قد طَعنَتْ مُرِشّة ... كعَطِّ الرداءِ لا يُشك طَوارُها
أي لا تُسبرَ ولا تعالج، طوارها ناحيتها، خلس على دهش، مرشة ترش الدم، والعرب تقول: طعن بتر أي يختلس، ورمي سعَر - مصدر سعّرت الحرب والنار إذا لهبتها، وضرب هبر - أي يلقي قطعة من اللحم.
مسحسحة تنفي الحصى عن طريقِها ... يطيّر أحشاءَ الرعيبِ اثِرارُها
مسحسحة أي تسح الدم سحا، تنفي الحصى يقول دمها الذي يسيل منها ينّحي الراب عن طريقه، يصف كثرة الدم، والرعيب المرعوب، أي إذا نظر المرعوب إلى هذه الطعنة هاله ذلك، والانثرار سيلان ويقال سعة الجرح. وقال طفيل في مثل ذلك:
برمّاحةٍ تنفي الترابُ كأنّها ... هراقة عقّ من شَعيبي معجّلِ
عق شق، والشعيبان المزادتان، والمعجل الذي يحلب الإبل فيعجله إلى أهله قبل ورود الإبل. وقال أبو جندب الهذلي:
وطعن كَرمحِ الشَول أمسَتْ غَوارِزا ... جَواذِبُها تأبى على المتغّبِرِ