هذه الآية الكريمة تدل على أنهم يرجون شفاعة أصنامهم يوم القيامة.
وقد جاء في آيات أخر ما يدل على إنكارهم لأصل يوم القيامة، كقوله تعالى:{وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}[الأنعام/ ٢٩]، وقوله:{وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ}[الدخان/ ٣٥]، وقوله: {مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨)} [يس/ ٧٨]، إلى غير ذلك من الآيات.
والجواب: أنهم يرجون شفاعتها في الدنيا لإصلاح معاشهم، وفي الآخرة -على تقدير وجودها- لأنهم شاكُون فيها. نَصَّ على هذا ابن كثير في سورة الأنعام في تفسير قوله:{وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ} الآية [الأنعام/ ٩٤].
ويدل له قوله تعالى عن الكافر:{وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى}[فصلت/ ٥٠]، وقوله: {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (٣٦)} [الكهف/ ٣٦]؛ لأن "إن" الشرطية تدل على الشك في حصول الشرط، ويدل له قوله:{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} في الآيتين المذكورتين.