هذا خطاب خاص بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد قال تعالى بعده:{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ}[الروم/ ٣١]، فقوله:{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} حال من ضمير الفاعل المستتر في قوله: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ} الواقع على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. فتقرير المعنى: فأقم وجهك يا نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حال كونكم منيبين إليه.
وقد تقرر عند علماء العربية: أن الحال إن لم تكن سببية لابد أن تكون مطابقة لصاحبها إفرادًا وتثنية وجمعًا وتذكيرًا وتأنيثًا، فما وجه الجمع بين هذه الحال وصاحبها؟ فالحال جمع وصاحبها مفرد.
والجواب: أن الخطاب الخاص بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يعم حكمه جميع الأمة، فالأمة تدخل تحت خطابه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فتكون الحال من الجميع الداخل تحت خطابه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
ونظير هذه الآية -في دخول الأمة تحت الخطاب الخاص به -صلى اللَّه عليه وسلم- قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} الآية [الطلاق/ ١]، فقوله:{طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} بعد {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ} دليل على دخول الأمة تحت لفظ النبي.