هذه الآية الكريمة تقتضي أن كل إنسان -كافرًا كان أو مسلمًا- يجازى بالقليل من الخير والشر.
وقد جاءت آيات أخر تدل على خلاف هذا العموم:
أما ما فعله الكافر من الخير، فالآيات تصرح بإحباطه، كقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٦)} [هود/ ١٦]، وقوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (٢٣)} [الفرقان/ ٢٣]، وكقوله:{أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ} الآية [إبراهيم/ ١٨]، وقوله:{أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} الآية [النور/ ٣٩]، إلى غير ذلك من الآيات.
وأما ما عمله المسلم من الشر، فقد صرحت الآيات بعدم لزوم مؤاخذته به، لاحتمال المغفرة أو لوعد اللَّه بها، كقوله:{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء/ ٤٨]، وقوله:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}[النساء/ ٣١]، إلى غير ذلك من الآيات.
والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه:
الأول: أن الآية من العام المخصوص. والمعنى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره إن لم يحبطه الكفر؛ بدليل آيات إحباط الكفر