لا يخفى ما يسبق إلى الذهن من أن المرأة ليست من الرجال، وهو تعالى لم يقل: من القانتات.
والجواب هو: إطباق أهل اللسان العربي على تغليب الذكر على الأنثى في الجمع، فلما أراد أن يبين أن مريم من عباد اللَّه القانتين وكان منهم ذكور وإناث = غلَّب الذكور، كما هو الواجب في اللغة العربية، ونظيره قوله تعالى: {إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (٢٩)} [يوسف/ ٢٩]، وقوله: {إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (٤٣)} [النمل/ ٤٣].
(١) كذا في الأصل المطبوع. وكأنَّ هنا محذوفًا تقديره: ما سبق. أو لعلَّ "من" زائدة، والألف واللام للعهد، أي: الإشكال المتقدم قريبًا في أول سورة الطلاق.