قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢)} [المزمل/ ١ - ٢]، وقوله:{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ} إلى قوله: {وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} الآية [المزمل/ ٢٠] يدل على وجوب قيام الليل على الأمة؛ لأن أمر القدوة أمر لأتباعه.
وقوله:{وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} دليل على عدم الخصوص به -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقد ذكر اللَّه ما يدل على خلاف ذلك في قوله:{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}، وقوله:{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ}[المزمل/ ٢٠].
والجواب ظاهر، وهو: أن الأخير ناسخ للأول، ثم نُسِخَ الأخير -أيضًا- بالصلوات الخمس.
قوله تعالى: {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (١٤)} [المزمل/ ١٤] لا يعارض قوله: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥)} [القارعة/ ٥]؛ لأن قوله: {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (١٤)} تشبيه بليغ، والجبال بعد طحنها المنصوص عليه بقوله: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥)} [الواقعة/ ٥] تشبه الرمل المتهايل، وتشبه أيضًا الصوف المنفوش.