هذه الآية الكريمة تدل على أن الهاوية وصفٌ لا علمٌ للنار، إذ تنوينها ينافي كونها اسمًا من أسماء النار؛ لأنها على تقدير كونها من أسماء النار يلزم فيها المنع من الصرف للعلمية والتأنيث.
وقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠) نَارٌ حَامِيَةٌ (١١)} [القارعة/ ١٠ - ١١] يدل على أن الهاوية من أسماء النار.
اعلم أولًا: أن في معنى قوله تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩)} ثلاثة أوجه للعلماء، اثنان منها لا إشكال في الآية عليهما، والثالث هو الذي فيه الإشكال المذكور.
أما اللذان لا إشكال في الآية عليهما، فالأول منهما: أن المعنى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩)} أي: أم رأسه هاوية في قعر جهنم؛ لأنه يطرح فيها منكوسًا، رأسه أسفل ورجلاه أعلى.
وروي هذا القول عن قتادة وأبي صالح وعكرمة والكلبي وغيرهم.
وعلى هذا القول فالضمير في قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠)} عائد إلى محذوف دل عليه المقام، أي: أم رأسه هاوية في نار، وما أدراك ماهيه، نار حامية.