هذه الآية تدل على أن الإنسان شاهد على كنود نفسه، أي: مبالغته في الكفر.
وقد جاءت آيات أخر تدل على خلاف ذلك، كقوله {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}[الكهف/ ١٠٤]، وقوله:{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}[الزخرف/ ٣٧]، وقوله:{وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}[الزمر/ ٤٧].
والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه:
الأول: أن شهادة الإنسان بأنه كنود هي شهادةُ حالِه بظهور كنوده، والحال ربما تكفي عن المقال.
الثاني: أن شهادته على نفسه بذلك يوم القيامة، كما يدل له قوله: {وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (١٣٠)} [الأنعام/ ١٣٠]، وقوله: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (١١)} [الملك/ ١١]، وقوله:{قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ}[الزمر/ ٧١].
الوجه الثالث: أن الضمير في قوله: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (٧)} راجع إلى رب الإنسان، المذكور في قوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦)}.