هذه الآية الكريمة يوهم ظاهرها أن الذي يَعْلَمُ يوم القيامة ما قَدَّمَ وما أَخَّر نفسٌ واحدة.
وقد جاءت آيات أخر تدل على أن كل نفس تعلم ما قدمت وأخرت، كقوله:{هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ}[يونس/ ٣٠]، وقوله: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (١٣)} [الإسراء/ ١٣]، إلى غير ذلك من الآيات.
والجواب: أن المراد بقوله: {نَفْسٌ} كل نفس، والنكرة وإن كانت لا تعم إلا في سياق النفي أو الشرط أو الامتنان -كما تقرر في الأصول- فإن التحقيق أنها ربما أفادت العموم بقرينة السياق من غير نفي أو شرط أو امتنان، كقوله:{عَلِمَتْ نَفْسٌ} في التكوير والانفطار، وقوله:{أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ}[الأنعام/ ٧٠]، وقوله:{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا}[الزمر/ ٥٦]. والعلم عند اللَّه تعالى.