هذه الآية الكريمة يتوهم من ظاهرها ثبوت العزة والكرم لأهل النار، مع أن الآيات القرآنية مصرحة بخلاف ذلك، كقوله: {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (٦٠)} [غافر/ ٦٠] أي: صاغرين أذلاء، وكقوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (١٧٨)} [آل عمران/ ١٧٨]، وكقوله هنا: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٤٧)} [الدخان/ ٤٧].
والجواب: أنها نزلت في أبي جهل لما قال: أيوعدني محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وليس بين جبليها أعز ولا أكرم مني؟! فلما عذبه اللَّه بكفره قال له: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩)} في زعمك الكاذب، بل أنت المهان الخسيس الحفير.