وهذا القول مروي عن أكثر المفسرين، وممن قال به: ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبو صالح، كما نقله عنهم ابن جرير، وجعفر الصادق، كما نقله عنه الألوسي في تفسيره.
ويؤيد هذا القول أن في مصحف أُبيٍّ (أكاد أخفيها من نفسي)، كما نقله الآلوسي وغيره. وروى ابن خالويه أنها في مصحف أُبيٍّ كذلك بزيادة:(فكيف أُظْهِرُكم عليها). وفي بعض القراءات بزيادة:(فكيف أظهرها لكم). وفي مصحف عبد اللَّه بن مسعود بزيادة:(فكيف يعلمها مخلوق). كما نقله الآلوسي وغيره.
الوجه الثاني: أن معنى الآية: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} أي: أخفي الإخبار بأنها آتية. والمعنى: أقرِّبُ أن أترك الإخبار عن إتيانها من أصله؛ لشدة إخفائي لتعيين وقت إتيانها.
الوجه الثالث: أن الهمزة في قوله: {أُخْفِيهَا} هي همزة السلب؛ لأن العرب كثيرًا ما تجعل الهمزة أداة لسلب الفعل، كقولهم: شكا إليَّ فلان فأشكيته، أي فأزلت شكايته، وقولهم: عقل البعير فأعقلته، أي أزلت عقاله.
وعلى هذا، فالمعنى:{أَكَادُ أُخْفِيهَا} أي: أزيل خفاءها بأنْ أظهرها؛ لقرب وقتها، كما قال تعالى:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} الآية [القمر/ ١].
وهذا القول مروي عن أبي علي، كما نقله عنه الآلوسي في تفسيره، ونقله النيسابوري في تفسيره عن أبي الفتح الموصلي.