وأما على قول من فسر المَقِيل بأنه المأوى والمنزل -كقتادة رحمه اللَّه- فلا تعارض بين الآيتين أصلا؛ لأن المعنى على هذا القول: أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرًّا وأحسن مأوى ومنزلًا.
وقد جاءت آيات أخر تدل على خلاف ذلك، كقوله تعالى:{لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ}[الزمر/ ٢٠]، وكقوله تعالى: {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (٣٧)} [سبأ/ ٣٧].
والجواب: أن الغرفة هنا بمعنى الغرف، كما تقدم مستوفى بشواهده في الكلام على قوله تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ} الآية [البقرة/ ٢٩].
وقيل: إن المراد بالغرفة: الدرجة العليا في الجنة. وعليه فلا إشكال.