بأنهما تعليم للعباد كيف يتكلمون إذا أخبروا عن المستقبل. وعن البيت بجوابين:
أحدهما: أنه من إقامة السبب مقام المسبب. والأصل: أتغضب إن افتخر مفتخر بحزِّ أُذُنَيْ قتيبة. إذ الافتخار بذلك يكون سببًا للغضب، ومسبّبًا عن الحَزِّ.
الثاني: تغضب إن تبين في المستقبل أن أُذُنَيْ قتيبة حُزَّتا.
ومنها: أن معنى {إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (٩)} الإرشاد إلى التذكير بالأهم، أي: ذَكِّرْ بالمهم الذي فيه النفع دون ما لا نفع فيه.
فيكون المعنى: ذَكِّرْ الكفار -مثلًا- بالأصول التي هي التوحيد، لا بالفروع؛ لأنها لا تنفع دون الأصول، وذَكِّرْ المؤمن التارك لفرضٍ -مثلًا- بذلك الفرض المتروك، لا بالعقائد ونحو ذلك؛ لأنه أنفع.
ومنها: أن "إن" بمعنى "قد". وهو قول قطرب.
ومنها: أنها صيغة شرط أريد بها ذم الكفار واستبعاد تذكرهم. كما قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيًا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
ومنها غير ذلك.
والذي يظهر لمقيد هذه الحروف -عفا اللَّه عنه- هو بقاء الآية الكريمة على ظاهرها، وأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد أن يكرر الذكرى تكريرًا تقوم به