ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً {١١} وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً {١٢} وَبَنِينَ شُهُوداً {١٣} إلى قوله تعالى إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ {١٨} فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {١٩}[المدثر ١١ - ١٩] فاستعمل نظر أهل المنطق من التفكير الذي يطلب به الحد الأوسط ثم التقدير الذي هو القياس الذي ينتقل فيه من الحد الأوسط إلى المطلوب وكذب بكون القرآن كلام الله تعالى وجعله كلام البشر وهذا في الحقيقة قول هؤلاء المتفلسفة كما قد بيناه في غير هذا الكتاب فأمر الأمة بقبول وصية أمثال هؤلاء دون أن يذكر في ذلك ما أوصى الله تعالى به عباده وما وصت به رسله والوصية متضمنة تبديل فطرة الله تعالى بفطرة أخرى من أعظم تبديل الفطرة في العلوم والأعمال وذلك من تبديل دين الله