تعطيله ثم إن حقيقته التي اختص بها وامتاز بها عن خلقه لا يثبتونها وبها وجبت له الوحدانية والوجود من حيث هو وجود كالثبوت والكون وكونه حقاً وهذا القدر ثابت لكل ما خلقه وسَوّاه وهو سبحانه رب كل موجود سِوَاه وخالقه وباريه ليس كمثله شيء من ذلك سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً وهذا الموضع قد أوسعنا القول فيه في مواضع غير هذا وهو منشأ الاشتراك والضلال في طوائف من الفلاسفة والاتحادية وسائر الملاحدة الذين يعمهم معنى الجهمية وإن كان لبعضهم عن بعض في ذلك مزية ومنشأ هذا من القياس الفاسد والتمثيل برب العالمين والتسوية بينه وبين غيره كما قال تعالى فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ {٩٤} وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ {٩٥} قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ {٩٦} تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {٩٧} إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ {٩٨} وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ {٩٩}[الشعراء ٩٤-٩٩] وأصل الإشراك الذي هو من القياس الفاسد هو من إبليس أول من قاس قياساً