به، وأني لما عزمت على أن لا أقول شعرًا قلت أبياتًا في ذلك مقتضاها أن مقاصد الشعراء ليست لي بمقاصد، فطلب مني الشيخ المذكور بإلحاح أن أسمعه هذه الأبيات، وبعض ما قلت في طلب العلم، وطرفًا من الغزل أيام الصبا، فأسعفته بما طلب، ففرح بما سمع هو والحاضرون من مشائخ المعهد فرحًا بان أثره في وجوههم.
والأبيات التي قلت في أن مقاصد الشعراء ليست لي بمقاصد هي هذه:
أنقذت من داء الهوى بعلاج ... شيب يزين مفارقي كالتاج
قد صد بي حلم الأكابر عن لمى ... شفة الفتاة الطفلة المغناج
ماء الشبيبة زارع في صدرها ... رمانتي روض كحق العاج
وكأنها قد أدرجت في برقع ... يا ويلتاه بها شعاع سراج
وكأنما شمس الأصيل مذابة ... تنساب فوق جبينها الوهاج
يعلى لموقع جنبها في خدرها ... فوق الحشية ناعم الديباج
لم يبك عيني بين حي جيرة ... شدوا المطيَّ بأنسع الأحداج