للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنشد سيبويه لإطلاق المفرد وإرادة الجمع قول الشاعر:

بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيضٌ وأما جلدها فصليب

إذ المراد: أما جلودها فصليبة.

ومن هذا القبيل قول الآخر:

كلوا في بعض بطنكم تعفُّوا ... فإن زمانكم زمن رخيص

والوجه الثاني من الإعراب: أن يكون قوله: "رحمان قربانا" منصوبًا بعامل محذوفٍ دل المقام عليه، وتقديره: ومسحهم صلبهم يدعونها، أو يجعلونها رحمان. وناصب الفضلة إذا دلَّ المقام عليه جاز حذفه، كما أشار إليه ابن مالك بقوله:

ويحذف الناصبها إن علما ... وقد يكون حذفه ملتزما

وما يسبق إلى الذهن من أن قوله: "قربانًا" مفعول لأجله لا يصح؛ لأن القربان اسم لما يتقرب به إلى اللَّه، لا مصدر بمعنى التقرب، فظهر أنه ليس مفعولًا لأجله.

ثم في أيامنا في "مكة المكرمة" بعد قضاء مناسك الحج دعانا العالم الشهير اللوذعي الكبير أحد أعيان علماء مكة المكرمة، ومدرس حرمها الشريف، ذو العلوم والشمائل الطيبة، والظرافة التامة، الأستاذ الشيخ السيد علوي مالكي يومين متفرقين للغداء عنده، ففرح بنا، وأكرمنا غاية الإكرام، وأظهر السرور بالتعارف معنا، جازاه اللَّه خيرًا، وأنسنا بحديثه لملحه وظرافته وعلمه، وكان من ظرفه وكرمه وإظهاره لنا المنزلة العليا -وإن كنا لسنا أهلًا لذلك- أنا لما قابلنا شعاع الشمس

<<  <   >  >>