للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خيمتهم ننتظر رفقتنا، فآوونا وأكرمونا غاية الإكرام، وأظهروا السرور بالمعارفة معنا، وتذاكرنا معهم مذاكرة أدبية.

وسألنا الأمير خالد المذكور عن معنى قول جرير في شعره: "ومسحهم صلبهم رحمن قربانًا" وعن إعراب "قربانًا" من بيت شعر جرير.

فقلنا له: هذا البيت من قصيدة لجرير يهجو بها الأخطل التغلبي وقومه، ويعيرهم بدين النصرانية. وذكرنا له القصيدة، ومعنى البيت، وإعراب الكلمة، والقصيدة هي:

بان الخليط ولو طووعتُ ما بانا ... وقطَّعوا من حبال الوصل أقرانًا

حي المنازل إذ لا نبتغي بدلًا ... بالدار دارًا ولا الجيران جيرانًا

قد كنت في أثر الأظعان ذا طرب ... مروَّعًا من حذار البين محزانًا

يا رب مكتئب لو قد نُعِيتُ له ... باك وآخر مسرور بمنعانا

لو تعلمين الذي نلقى أويت لنا ... أو تسمعين إلى ذي العرش شكوانا

كصاحب الموج إذ مالت سفينته ... يدعو إلى اللَّه إسرارًا وإعلانا

يا أيها الراكب المزجي مطيته ... بلغ تحيتَنا لُقِّيت حملانا

بلغ رسائل عنا خف محملها ... على قلائص لم تحملن حيرانا

كيما نقول إذا بلغت حاجتنا ... أنت الأمين إذا مُسْتأمنٌ خانا

نهدي السلام لأهل الغور من مَلَحٍ ... هيهات من مَلَحٍ بالغَور مهدانا

<<  <   >  >>