خذا بطن هرشى أوقفاها فإنه ... كلا جانبي هرشى لهن طريق
وأخبرتهم أنه يروى عن بدوي من الأعراب أنه قرأ سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ} {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)} {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧)} " فقالو اله: قدمت المؤخر وأخرت المقدم فقال له:
خذا بطن هرشى أو قفاها فإنه ... كلا جانبي هرشى لهن طريق
يعني أن تقديم {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧)} وتأخيره سواء، وإنما قال ذلك لجهله وجفائه.
ثم عرسنا آخر الليل بين جبال كثيرة، وأخذنا هجعة لنستريح، ما استيقظنا حتى اتضح الصبح فتوضأنا وصلينا الرغيبة، وفرض الفجر، وركبنا ومررنا بمحطات متعددة، وما مكثنا في شيء منها حتى ارتفعت الشمس، وتمكن وقت الضحى، فجئنا محطة تسمى "مسيجيد"، فَقِلْنَا فيها، وصلينا فيها الظهر والعصر، وركبنا منها بعد صلاة العصر، ومررنا قبل وقت المغرب بمحطة تسمى "الفريش" وما وقفنا فيها، وصلينا المغرب في خلاء من الأرض.
ولما كنا غير بعيد من "ذي الحليفة" وهو المعروف الآن "بآبار علي" حصل للسيارة عائق منعها من السير حتى تمكن وقت صلاة العشاء، ثم خلصت منه فركبنا فيها، فقدمت بنا المدينة المنورة بعد صلاة العشاء، ووقفت بنا في مناخة المدينة المعروفة، فوجدنا الحرم النبوي قد غلقت أبوابه، وانصرف الناس عنه على العادة من إغلاقه بعد