للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بشفى الأحيمر قد عرفت لراد ... داري مرادي أن تكون مرادي

عهدي بها وبها فتاة همها ... أعذب بها تعذيب كل فؤاد

بيضاءُ واضحةُ الجبين كأنها ... قمرٌ منيرٌ لاح بين دآدي

وترى شعاع الشمس في وجناتها ... مترقرقًا بجبينها الوقاد

لمياء تبسم عن لآلئ ركبت ... في معدن من سمرة وسواد

شنباء مصة ريقها تشفي الجوى ... من صدر حرَّان الجوانح صادي

واللَّه لا أنسى مبيتي عندها ... بشفى الأحيمر عن جنوب الوادي

إذ بت أشفي من رضاب بارد ... داءًا تقادم حره بفؤاد

ويلُ امِّها ما كان أطيب ريقها ... يا برد ريقتها على الأكباد

ثم سألني بعض أساتذة المعهد الديني "بأم درمان" ممن له مشاركة جيدة في فن المنطق، عن كيفية رد اللَّه جل وعلا على اليهود في قولهم: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} بقوله جل وعلا: {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى} [الأنعام/ ٩١]، فإن قوله: {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى} ردًّا لقولهم: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} يتضمن أن موسى بشر، وأنه أنزل عليه كتاب هو التوارة، فإذا قلت: موسى بشر، موسى أنزل عليه كتاب؛ كان هذا على صورة قياس اقتراني من الشكل الثالث، ينتج: بعض البشر أنزل عليه كتاب. وهذه النتيجة التي هي: "بعض البشر أنزل عليه كتاب" جزئية موجبة. وقد تقرر عندهم أن الموجبة الجزئية هي نقيض السالبة الكلية، وقضية اليهود التي هي

<<  <   >  >>