أحبب إليَّ بذاك الجزع منزلة ... بالطلح طلحًا وبالأعطان أعطانا
يا ليت ذا القلب لاقى من يعلله ... أو ساقيًا فسقاه اليوم سلوانا
أو ليتها لم تعلقنا علاقتها ... ولم يكن داخل الحب الذي كانا
هلا تحرجت مما قد فعلت بنا ... يا أطيب الناس يوم الدَّجن أردانا
قالت ألم بنا إن كنت منطلقًا ... ولا إخالك بعد اليوم تلقانا
يا طَيْبَ هل من متاع تمتعين به ... ضيفًا لكم باكرًا يا طيب عجلانا
ما كنت أول مشتاق أخي طرب ... هاجت له غدوات البين أحزانا
يا أم عمرو جزاك اللَّه مغفرة ... ردي عليَّ فؤادي كالذي كانا
ألستِ أحسن ممن يمشي على قدم ... يا أملح الناس كل الناس إنسانا
يلقى غريمكم من غير عسرتكم ... بالبذل بخلًا وبالإحسان حرمانا
لا تأملننَّ فإني غير آمنة ... غدر الخليل إذا ما كان ألوانا
قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم ... ما أنت أول موثوق به خانا
لقد كتمت الهوى حتى تَهَيَّمني ... لا أستطيع لهذا الحب كتمانا
كاد الهوى يوم سُلمانين يقتلني ... وكاد يقتلني يومًا ببيدانا
لا بارك اللَّه في من كان يحسبكم ... إلا على العهد حتى كان ما كانا
من حبكم فاعلمي للحب منزلة ... نهوى أميركم لو كان يهوانا
لا بارك اللَّه في الدنيا إذا انقطعت ... أسباب دنياك من أسباب دنيانا