يا أم عثمان إن الحب عن عرض ... يصبي الحليم ويبكي العين أحيانا
ضنت بموردة كانت لنا شرعًا ... تشفي صدى مستهام القلب صديانا
كيف التلاقي ولا بالقيظ محضركم ... منا قريب ولا مبداك مبدانا
ما أحدث الدهر مما تعلمين لكم ... كالعرق عرقًا ولا السُّلان سلانا
نهوى ثرى العرق إذْ لم نلق بعدكم ... للحبل صرمًا ولا للعهد نسيانا
أبُدِّلَ الليلُ لا تسري كواكبه ... أم طال حتى حسبت النجم حيرانا
يَارُبَّ عائدةٍ بالغور لو شهدت ... عزت عليها بدير اللُّج شكوانا
إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيينن قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق اللَّه أركانا
يَارُبَّ غابطنا لو كان يطلبكم ... لاقى مباعدة منكم وحرمانا
أرينه الموت حتى لا حياة به ... قد كن دِنَّكَ قبل اليوم أديانا
طار الفؤاد مع الخود التي طرقت ... في النوم طيِّبة الأعطاف مبدانا
مثلوجة الريق بعد النوم واضعة ... عن ذي مثان يمج المسك والبانا
تستاف بالعنبر الهندي قاطعة ... هم الضجيع فلا دنياك دنيانا
بينا ترانا كأنا مالكون لها ... ياليتها صدَّقت بالحق رؤيانا
قالت تعَزَّ فإن القوم قد جعلوا ... دون الزيارة أبوابا وخُزَّانا
لما تبينت أن قد حيل دونهم ... ظلت عساكر مثل الموت تغشانا