للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعل معاداتهم ذلًّا، وموادتهم (١) عزًّا، فلا أدري على أي شيء أحسده؟ على هذا الفهم الذكي، أو على ما جمعه من أكاذيب المفتري (٢) وما كنت أظن غباوته تبلغ إلى (٣) هذا الحد.

فالحمد لله على ظهور الحق, والتوفيق للصدق.

ثم استدل المعترض بكلام شيخ الإسلام على حديث أبي سعيد: " «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده» " (٤) إلى آخره، وأن الشيخ ذكر في معناه: أن الإنكار بالقلب آخر حدود الإيمان، وليس المراد: أن من لم ينكر لم يكن معه من الإيمان حبة خردل.

يريد الرجل المعترض أن كلام الشيخ يدل على أنه يكفي في الإيمان المطلق إنكار القلب, ولا يحتاج للتصريح بشيء من واجباته، وهذا رجوع إلى مذهب الجهمية القائلين بأن الإيمان هو التصديق, ولم يدخلوا (٥) التلفظ والعمل في مسماه، وبعضهم قال: (هي شرائط وليست (٦) من المسمى) . وكلام أهل السنَة في تبديعهم، وتضليلهم، وتفسيقهم معروف مشهور.

فقول المعترض: (فالإنكار بالقلب فقط، وأقف على أضعف الإيمان


(١) في (ق) : " وموالاتهم".
(٢) في (المطبوعة) : " الأكاذيب المفتراة".
(٣) ساقطة من (ق) .
(٤) في (ق) و (م) : زيادة " فإن لم يستطيع فلبسانه".
والحديث أخرجه مسلم (٤٩) ، وأبو داود (١١٤٠، ٤٣٤٠) ، والنسائي (٨ / ١١١) ، وابن ماجه (١٢٧٥، ٤٠١٣) ، وأحمد في المسند (٣ / ١٠، ٢٠) .
(٥) في (ح) و (المطبوعة) : " يدخل ".
(٦) في (المطبوعة) : " وليس ".

<<  <  ج: ص:  >  >>