للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفطرة وجماهير النظار، فإن الإنسان قد يعرف أن (١) الحق مع غيره، ومع هذا (٢) يجحد ذلك لحسده إياه، أو لطلب علوه (عليه، أو لهوى النفوس، ويحمله ذلك الهوى على أن يتعدى) (٣) عليه ويرد ما يقول بكل طريق، وهو في قلبه يعلم أن الحق معه، وعامة من كذب الرسل علموا أن الحق معهم، وأنهم صادقون لكن إما لحسدهم، وإما لإرادتهم العلو والرياسة، وإما لحبهم (٤) دينهم الذي كانوا عليه، وما يحصل لهم به من الأغراض، كالأموال والرياسة وصداقة أقوام وغير ذلك، فيرون في اتباع الرسل ترك الأهواء المحبوبة إليهم، وحصول أمور مكروهة إليهم فيكذبونهم ويعادونهم، فيكونون من أكفر الناس، كإبليس وفرعون مع علمهم بأنهم على الباطل، والرسل على الحق، ولهذا لا يذكر الكفار حجة صحيحة تقدح في صدق الرسل وإنما يعتمدون على مخالفة أهوائهم، كقولهم لنوح: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} [الشعراء: ١١١] [الشعراء / ١١١] .

ومعلوم أن اتباع الأرذلين لا يقدح في صدقه في (٥)) . انتهى المقصود (٦) .

وفي قصة أبي طالب وأمره لابنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأن يلزم ما دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع محبته للرسول صلى الله عليه وسلم وعدم بغض دينه ومن دخل فيه ونصرته ومدحه، ومع ذلك لم يرغب عن ملة


(١) ساقطة من (ق) .
(٢) في (ق) و (م) : "ذلك".
(٣) ما بين القوسين ساقط من (ق) ، وفي (م) : "أو لطلب هوى " مكان "أو لهوى ".
(٤) في (ق) و (م) : "لمحبتهم".
(٥) (ق) : "صدق نوح".
(٦) ساقطة من (ق) .

<<  <  ج: ص:  >  >>