للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد المطلب، وحكم الله بكفره ونهى رسوله عن الاستغفار له، وهذا في أول السيرة يفهمه صغار الطلبة، وقد خفي على ضخم العمامة واسع الأردان. قال [أبو طالب] ، (١) في منظومته المشهورة:

لقد علموا أن ابننا لا مكذب ... لدينا , ولا يعني بقول الأباطل

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل (٢)

وقال: (٣)

وعرضت" دينا قد عرفت بأنه ... من خير أديان البرية دينا (٤)

ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا (٥)

لولا الملامة أوحذار مسبة ... لوجدتني سمحا بذاك مبينا

ومع ذلك كله لا تعلم الدين (ولا دخل) (٦) فيه، فهو من النوع الذي مثل به الشيخ.

وأصل الأشكال على هذا المعترض الجاهل: أنه لم يفرق بين المعرفة وبين التعلم والدخول في الدين، فلذلك استغرب وصاح وناح، وبجهله أعلن وباح، وزعم أن العبارة فيها تناقض باهر ظاهر، يعرفه البليد


(١) ما بينهما إضافة من (المطبوعة) .
(٢) هذان البيتان ليسا متتاليين في القصيدة وإنما الثاني قبل الأول بواحد وخمسين بيتا. انظر: المنظومة في سيرة ابن هشام (١ / ٢٩١- ٢٩٩) .
(٣) في (المطبوعة) زيادة بيت شعر لم تذكره بقية النسخ وهو قوله:
ودعوتني وعلمت أنك ناصحي ... فلقد صدقت وكنت قبل أمينا.
(٤) ساقط من (ق) و (م) ، وفي (ح) : "وعوضت " مكان " وعرضت ".
(٥) في هامش (الأصل) قال: وفي نسخة بدل هذا:
وعرضت دينا قد عرفت بأنه ... من خير أديان البرية دينا.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (ح) .

<<  <  ج: ص:  >  >>