للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النعمان بن بشير رضي الله عنه " «الدعاء هو العبادة» (١) وحصر أحد الجزئين في الآخر يفيد ما قاله بعض الشراح من أن الدعاء لبها (٢) وخالصها وركنها الأعظم، وفي حديث أنس رضي الله عنه: " «الدعاء مخ العبادة» " (٣) وبه يظهر معنى الحصر في حديث النعمان، وفي الحديث: " «من لم يسأل الله يغضب عليه» " (٤) مفهومه أن من سأله رضي (٥) عليه، وهل هذا الرضا وهذا الغضب إلاَ لحصول عبادة يحبها ويرضاها، أو لفقدها الموجب لغضبه وسخطه، فإذا صرف ذلك لغير الله في الأمور العامة الكلية التي مصدرها عن قدرة كاملة ليست في قوى البشر، وليست من جنس الأسباب العادية، فهذا عين الشرك.

قال أبو العباس ابن تيمية (٦) فيمن سأل الأموات ما لا يُطلب إلاَّ من [١٢٢] الله، كمغفرة الذنوب، وهداية القلوب، وإنزال المطر: (إنه يُستتاب، فإن تاب وإلا قُتل؛ لأن هذا عين الشرك الذي نهت عنه الرسل، ونزلت الكتب بتحريمه وتكفير فاعله) . انتهى.

وقد نفى الله عن غيره ملك (٧) الشفاعة، ونفى فعلها بغير إذنه،


(١) أخرجه أبو داود (١٤٧٩) ، والترمذي (٢٩٦٩، ٣٢٤٧) ، وابن ماجه (٣٨٢٨) ، وأحمد (٢ / ٢٤٤٢) .
(٢) ٨ في (المطبوعة) : " لب العبادة ".
(٣) أخرجه الترمذي (٣٣٧١) وقال: غريب من هذا الوجه. وانظر تخريجه في: كشف ما ألقاه إبليس " ص (٧١) .
(٤) أخرجه الترمذي (٣٣٧٣) وابن ماجه (٣٨٢٧) ، والبخاري في الأدب المفرد (٦٥٨) ، وأبو يعلى (١٢ / ١٠) .
(٥) في (ق) و (م) و (المطبوعة) زيادة: " الله ".
(٦) انظر: " زيارة القبور " ص (١٨) ، ومجموع الفتاوى " (٣ / ٣٩٥".
(٧) في (ق) و (م) و (المطبوعة) : " مالك ".

<<  <  ج: ص:  >  >>