للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن (١) تكون فيمن لا يرضى قوله وعمله، وقد ذكر جل ذكره أنه المنفرد والمختص بملك ذلك اليوم، وتمدح بذلك في غير آية من كتابه، وثبت من غير وجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله يقبض السماوات بيمينه ويقبض الأرض فيقول: أنا الملك، أنا الديان، أين ملوك الأرض» (٢) وقال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} [الانفطار: ١٧] * {ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} [الانفطار: ١٨] * {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الانفطار: ١٩] [الانفطار ١٧-١٩] وهذه نكرة في سياق النفي وهي عامة.

وكذلك قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: ٤٨] في موضعين من سورة البقرة (آية ٤٨ وآية ١٢٣] .

ولا ينافي هذا ما ورد من إثبات شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعة غيره؛ لأن المراد بالنفي اختصاصه بالملك، وعدم مشاركة أحد له تعالى في ملك ذلك اليوم، وما ورد من حصول الشفاعة فهو عن أمره وإذنه ورضاه تعالى وتقدَّس، فالشافع عبد مأمور لا ملك له ولا يبتدىء بالشفاعة، بل هو مدَبَّر مأمور) (٣) فكيف يطلب منه ما لا يملك، وما (٤) لا يحصل إلاَّ بإذن من ربه تبارك وتعالى؛ وهذا هو المراد بالاستثناء في مثل (٥) قوله تعالى:


(١) في (ق) و (م) : " أو أن ".
(٢) أخرجه البخاري (٧٤١٢، ٢٧٨٧) ، ومسلم (٢٧٨٧) ، وقوله: (أنا الديان) ، ففي حديث آخر أخرجه البخاري تعليقًا عن جابر. انظر: كتاب التوحيد باب (٣٢) . وأخرجه أحمد (٣ / ٤٩٥) .
(٣) ما بين القوسين ساقط من (ق) .
(٤) ساقطة من (ق) و (م) .
(٥) ساقطة من (ق) و (م) .

<<  <  ج: ص:  >  >>