للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمة (١) حتى قال له زيد صوحان - فيما يُروى (٢) " كما تكثر علينا بالإمرة وبقريش، فما زالت العرب تأكل من قوائم سيوفها وقريش تجار " (٣) . فقال له معاوية: " لا أم لك. أذكرك بالإسلام وتذكرني بالجاهلية! قبح الله من كثر على أمير المؤمنين بكم، فما أنتم ممن ينفع أو يضر. اخرجوا عني (٤) .


(١) نص كلام معاوية كما رواه الطبري (٥: ٨٦) : " إنكم قوم من العرب، لكم أسنان وألسنة، وقد أدركتم بالإسلام شرفا، وغلبتم الأمم، حويتم مراتبهم ومواريثهم. وقد بلغني أنكم نقمتم قريشا، وإن قريشا لو لم تكن عدتم أذلة كما كنتم. إن أئمتكم لكم إلى اليوم جنة، فلا تسدوا عن جنتكم. وإن أئمتكم اليوم يصبرون لكم على الجور، ويحتملون منكم المؤونة، والله لتنتهن أو ليبتلينكم الله بمن يسومكم ثم لا يحمدكم على الصبر، ثم تكونون شركاءهم فيما جررتم على الرعية في حياتكم وبعد موتكم ".
(٢) بل القائل أخوه صعصعة.
(٣) وقال أيضا لمعاوية: " وأما ما ذكرت من الجنة، فإن الجنة إذا اخترقت خلص إلينا " أي إذا قتلنا ولاتنا صارت الولاية إلينا. ولو أن هذه الكلمة قالها ثائر وهو في قبضة حاكمه - منذ بدأت الحكومات إلى أن تقوم الساعة - ما وجد من حاكمه حلما وسعة صدر كالذي وجده صعصعة من معاوية مع قدرته عليه.
(٤) وجواب معاوية على كلام صعصعة في وصف قريش ومكانتها طويل ونفيس، وقد أورده الطبري (٥: ٨٦) .

<<  <   >  >>