للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يليها إلا واحد، فاستبد عبد الرحمن بن عوف بالأمر - بعد أن أخرج نفسه - على أن يجتهد للمسلمين في الأسد والأشد، فكان كما فعل، وولاها من استحقها، ولم يكن غيره أولى منه بها، حسبما بينا في مراتب الخلافة من (أنوار الفجر) (١) وفي غيره من [كتب] الحديث.

[لم يكن بعد عثمان أولى بها من علي فجاءته على قدر]

وقتل عثمان، فلم يبق على الأرض أحق بها من علي، فجاءته على قدر، في وقتها ومحلها. وبين الله على يديه من الأحكام والعلوم ما شاء الله أن يبين. وقد قال عمر: " لولا علي لهلك عمر " (٢) وظهر من فقهه وعلمه في قتال أهل القبلة - من استدعائهم ومناظرتهم، وترك مبادرتهم، والتقدم إليهم قبل نصب الحرب معهم وندائه: لا نبدأ بالحرب. ولا يتبع مول، ولا يجهز على جريح، ولا تهاج امرأة، ولا نغنم لهم مالا - وأمره بقبول شهادتهم، والصلاة خلفهم، حتى قال أهل العلم: لولا ما جرى ما عرفنا قتال أهل البغي.

وأما خروج طلحة والزبير فقد تقدم بيانه (٣) .

وأما تكفيرهم للخلق، فهم الكفار، وقد بينا أحوال أهل الذنوب التي ليس منها سب في غير ما كتاب، وشرحناها في كل باب.


(١) هو التفسير الكبير لابن العربي في ثمانين مجلدا. تكلمنا عليه في ص ٢٧.
(٢) هذا مع قول النبي صلى الله عليه وسلم فيه " أول من يصافحه الحق عمر "، وقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به " وقوله صلى الله عليه وسلم " لو كان من بعدي نبي لكان عمر ".
(٣) وأنه كان خروجا للتفاهم والتعاون على إقامة الحدود الشرعية في مقتل أمير المؤمنين عثمان، انظر ص ١٥٠ - ١٥٢.

<<  <   >  >>